https://www.google.com/adsense/new/u/1/pub-7729647776385016/payments/verification

حوار حول الكاتب الألماني الثائر بيتر فايس وتفجير قضية الثورة الدموية في أعماله الأدبية

حوار حول الكاتب الألماني الثائر بيتر فايس وتفجير قضية الثورة الدموية في أعماله الأدبية

أدارت الحوار:

الإعلامية والأديبة السورية روعة محسن الدندن – مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة والاعلام الالكتروني وسفيرة النوايا الحسنة وحقوق الانسان لمنظمة الضمير العالمي و لحقوق الانسان والعضوة بعدة اتحادات عربية

ضيف الحوار:

د. رانيا الوردي
أستاذ مساعد الأدب الألماني بتربية عين شمس عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب النمساوي الثائر يورا صويفر منذ ٢٠١١ وحتى الآن -عضو الهيئة الإستشارية العلمية لهيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية منذ ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضو مجلس إدارة الهيئة منذ ٢٠١٩ – عضو هيئة تحرير مجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الآن

السؤال الأول:
من هو الكاتب بيتر فايس؟

الإجابة:
ولد بيتر فايس عام ١٩١٦ في برلين بألمانيا وتوفي عام ١٩٨٢. هاجرت عائلته إلى براج عاصمة تشيكوسلوفكيا سابقا ثم هاجرت إلى ستوكهولم عاصمة السويد التي استقرت فيها منذ ١٩٣٩. فايس رسام وشاعر وروائي وأيضا سينمائي، له عدة تجارب سينمائية، وأنتج أفلاما تجريبية وتسجيلية قبل أن يتحول إلى الكتابة المسرحية والتي حاز فيها شهرته في مختلف بقاع العالم.

السؤال الثاني:
ما هي أهم أعماله الأدبية والموضوعات التي تطرق إليها من خلال هذة الأعمال؟

الإجابة:
كتب عن الثائر الشيوعى الكبير تروتسكي سنة ١٩٧٠ بعنوان “تروتسكي في المنفى”، تتبع فيه يوميات تروتسكي في منفاه بالمكسيك إلى يوم إغتياله من طرف العميل السوفيتي.
كما كتب أيضا عام ١٩٦٨ نصا بعنوان “خطاب عن فيتنام”، تحدث فيه عن الثورة القيتنامية خلال يومياتها ويوميات من شاركوا فيها من الجنود الأمريكان وما نقلوه من ذكرياتهم وما عاشوه من رعب وما قاموا به من تقتيل وتعذيب لأبناء فيتنام.
وفي عام ١٩٦٥ كتب فايس عمله المسرحي بعنوان “ماراصاد” الذي تحدث فيه عن الثورة الفرنسية لعام ١٨٧١.

السؤال الثالث:
ما هو الفكر الذي طغى على أعمال الكاتب بيتر فايس لقيام الثورات؟

الإجابة:
بيتر فايس نموذج لمفكر إشتراكي، مثله في ذلك مثل العديد من الشباب الثوري الذي ظهر في تلك الحقبة التاريخية وتبنى الفكر الإشتراكي ردا على إستفحال النظام الرأسمالي الشرس الذي تزامن مع فترة حكم هتلر و الذي أدى بنظرته المادية الشرسة إلى الدفع بالفقراء والمهمشين للقيام بثورات.

السؤال الرابع:
فجر بيتر فايس في مسرحيته “ماراصاد” قضية الثورة الدموية. كيف تناول بيتر فايس هذا الموضوع الشائك وما هي الأسباب – كما عرضتها المسرحية – التي أدت إلى تحول الثورة إلى ثورة دموية ؟

الإجابة:
الموضوع الرئيسي لهذه المسرحية هو إغتيال الثورية الفرنسية شارلوت كورداي لذلك الزعيم الذي كان واحدا من أبرز قادة الثورة الفرنسية، ولم يتم إغتياله على أيدي أنصار الملكية أو الأجهزة الأمنية بل كان من تدبير الثوار أنفسهم في وقت كانت تلك الثورة قد بدأت تلتهم أبنائها من الثوار. وفي هذة المسرحية تم طرح أسئلة فلسفية حول الثورة ودور الفكر فيها وحول مشروعيتها وما إذا كانت الثورة تبديل في الواقع الإجتماعي أم إشتغال المرء على ذاته لكي يغيرها. وقد أوضحت المسرحية أن السبب الجوهري في تحول الثورة إلى ثورة دموية هو العنف وفرض الرأي الذى إنتهجته القيادة الثورية مما أدى إلى فقدانها رويدا رويدا للدعم الشعبي الذي توجه إلى القائد العسكرى نابليون بونابرت حيث رفعته الحشود الشعبية من الفقراء وجعلت منه رمزا للثورة ورمزا للأمن والأمان . أي أن العنف وماإرتبط به من ثورات دموية قد أضر الثورة والقيادات الثورية بل نسبب في أضرار بالغة للحشود الجماهيرية من الفقراء مما جعلهم يتخلون عن دعمهم للثورة والثوار.

السؤال الخامس:
المسرح التسجيلي والذي إلتصق بالكاتب بيتر فايس كان نتيجة لظروف الواقع الذي حدث لأفراد المجتمع. فما هو العمل الأدبي الذي رصد فيه الكاتب هذا الواقع؟

عايش الأديب الألماني الثائر بيتر فايس فترات تاريخية فارقة في تاريخ المجتمع الألماني حيث الثورات المجتمعية، كما كتب في أعماله الأدبية عن ثورات عالمية وعن رموز ثورية عالمية. ولهذا السبب إعتمد على المسرح التسجيلي الوثائقي والذي إعتمد في نصوصه المسرحية على يوميات الرموز والقيادات الثورية وعلى يوميات من شاركوا في الثورة وما نقلوه من ذكرياتهم وعلى الوثائق التاريخية وعلى الصحف وما نقلتها من أخبار. وقد ظهر المسرح التسجيلي بوضوح في مسرحية “ماراصاد” الذي إعتمد فيها على يوميات المركيز دي صاد في مصحة شارنتون.

السؤال السادس:
قدم الكاتب النمساوى الثائر يورا صويفر نموذجا إيجابيا للإشتراكيين من خلال عمله الأدبي “إدي ينظر للجنة” بينما قدم الكاتب الألماني الثائر بيتر فيس في عمله الأدبي “ماراصاد” نموذجا سلبيا للإشتراكيين. كيف ساهم كل منهم في دعم الثورات؟

قدم الأديب الشاب الثائر النمساوي يورا صويفر في أعماله الأدبية ولاسيما عمله الأدبي “إدى ينظر للجنة” نموذجا للإشتراكى الداعم للثورة الصناعية التي ترتكز على الثورة العلمية والتكنولوجية وتقودها القيادات العمالية المستنيرة ومن ثم تحمي الطبقات الفقيرة والمهمشة من الفقر والجوع. كما دعم صويفر في أعماله الأدبية ثورة الإنسان ضد نفسه لإستعادة إنسانيته من حيث القدرة على التفكير والقدرة على تفهم وإبداء المشاعر الإنسانية والتي قتلتها داخل البشر التوجهات الرأسمالية الشرسة. كما دعم صويفر عبر أعماله الأدبية فكرة التربية السياسية وفكرة الدفاع عن الحقوق الإنسانية عبر البرلمان وعبر الخوض في المعارك الإنتخابية. أي أن صويفر إتخذ طريقا سلميا للدفاع عن الحقوق الإنسانية للطبقات الفقيرة والمهمشة عبر البرلمان بل كان داعما لفكرة الثورة الصناعية التى تحمى الطبقات الفقيرة والمهمشة من الفقر والجوع.
على النقيض من ذلك أظهر العمل الأدبي “ماراصاد” للأيب الألماني الثائر بيتر فايس القيادة الثورية التي إتخذت من العنف والثورة الدموية منهجا لإدارة الثورة ومن ثم أضرت بالثورة ومطالبها الثورية و خسرت الدعم الشعبي لها بل خسرت دعم الثوار أنفسهم ومن بينهم الثائرة الفرنسية شارلوت كوردى بل دفعت بهذة الثائرة للتخلص من هذه القيادة الثورية الدموية العنيفة لما لها من كوارثها الإنسانية على البشرية.

السؤال السابع:
هل يمكن للأعمال الأدبية للأديب الألماني الثائر بيتر فايس أن تغير من أفكار الشباب العربي الثائر لتكون الثورات صناعية وليست دموية؟

أعتقد أن إطلاع الشباب العربى ولاسيما الثائر على الأعمال الأدبية للأديب الألمانى الثائر بيتر فايس بما تتضمنه من حديث عن الثورة الفرنسية والثورة الفيتنامية والثورة لدى ثروتسكي والثورة خلال فترة حكم هتلر من شأنه أن يزيد من الوعي السياسي للشباب العربي ولاسيما الثائر ومن قدرته على تقييم الثورات في المنطقة العربية في إطار تقييم للثورات العالمية وتطورها التاريخي وما حدث لقيادتها الثورية ولاسيما الدموية منها.
في حين يسهم الإطلاع على أعمال الاديب الألماني بيتر فايس في زيادة وعي الشباب العربي بتاريخ الثورات لعالمية وتطورها يسهم إطلاعه على أعمال الأديب النمساوي الثائر يورا صويفر في زيادة وعيه وإدراكه للعلاقة بين الثورة ومجتمعات الحداثة وكيف يمكن للثورة أن تدفع بالمجتمعات إلى طريق الحداثة.
أعتقد أنه من المجدي أن تتصدى قامات فكرية مستنيرة لها من العلم والمعرفة حول الثورات والمراحل الثورية والتاريخ الثورى العالمي ما يؤهلها للحديث عن هذه الموضوعات الشائكة بموضوعية وبإستنارية فكرية تحمي به في هذه اللحظات التاريخية الفارقة الشعوب العربية ولاسيما الشباب العربي من الإنزلاق إلى طريق الثورات الدموية بما لها من آثار كارثية على الأمة العربية بأكملها. وأتمنى من صميم قلبي أن تعي الشعوب العربية والشباب العربي للعلاقة بين الثورة والحداثة وكيفية تفعيل الثورة بإستنارف فكرية لتدفع بالمجتمعات العربية إلى مراحل الحداثة بل ما بعد الحداثة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى