https://www.google.com/adsense/new/u/1/pub-7729647776385016/payments/verification

محمد العليمي يكتب : النموذج الدرامي المطلوب للدولة المصرية

محمد العليمي يكتب : النموذج الدرامي المطلوب للدولة المصرية

سنوات طويلة غاب فيها الوعي وانحصر الدور الدرامي علي أدوار البلطجية وتشويه نسيج المجتمع المصري نتيجة لانسحاب الدولة وعدم تأديتها لدورها، وفتح الباب علي مصرعيه امام الدراما التركية لغزو المجتمع المصري والعربي للعبث بالعقول وتشويهه القيم والترويج للمشاريع التوسعية للخلافة العثمانية وترسيخ الانتماء لها.

قديماً زرعت الدولة المصرية الانتماء وشحذت الهمم من خلال اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي قدم روائع الزمن الجميل “دموع في عيون وقحة” “ثلاثية رأفت الهجان” “السقوط في بئر سبع” ومع دخول الانتاج الخاص للسوق الدرامي ظهرت الدراما المجتمعية التي قدمت نماذج الحب والزواج والتي مع الوقت أصبحت بلا هدف او قيمة مجتمعية، إلي ان تحولت تدريجياً لوسيلة إلهاء ثم وسيلة تخريب متعمد للمجتمع بدلاً من تقويمه، وظهرت نماذج مثل حبيشة ورفاعة الدسوقي والبرنس وصولاً لسفينة وسريه في ملوك البلطجة.

لكن أخيراً وبعد سنوات طويلة يصبح للقوي الناعمة تأثيراً محسوساً علي المجتمع المصري
وتعود الدولة وبقوة بثلاثية درامية من العيار الثقيل، تمسح إرث ١٥ عاماً من التحريف الوطنى والتاريخي، وتضرب وبقوة مظلومية اخوانية، شبيهة بمظلوميه اليهود العالمية، تلك الأعمال هي (الاختيار ٢- القاهرة كابول- هجمة مرتدة) فقد تخطت تلك الأعمال كونها مجرد أعمال درامية فقط بل وصلت لدرجة المحاكاة لأحداث واقعية، وصولاً لتوثيق تاريخ وضمير الأمة..

( الاختيار ٢ ) ينقل للمشاهد حجم التحديات التي واجهتها الدولة المصرية في واحدة من أخطر معاركها مع تنظيم الإخوان الارهابي، ومحاولته تفكيك الدولة المصرية من الداخل وطمث مفاهيم الانتماء والولاء للوطن وتنصيب انفسهم أوصياء علي الدين وصولاً لمعضلة الاختيار بين الدين والوطن، وهذه هي المعضلة اللي من خلالها تم تدمير دول بأكملها لكنها فشلت بمصر، ولأول مرة يتم الإشارة مباشرة للاستخبارات الداخلية المصرية “الأمن الوطني” وتسليط الضوء علي دوره خلال تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الدولة المصرية وفضح أسطورة حائط المبكي الاخواني المعروف باعتصام رابعة وانهاء محاولات الإخوان لتزييف التاريخ واللعب بعقول السذج والعيش في دور المظلومية والإضطهاد التي أتقنوا تمثيلها لسنوات وكسبوا منها الكثير مستغلين اسم الدين لتحقيق أهدافهم.

( القاهرة كابول ) تجد نفسك امام انتاج سخي قصة ثرية وسيناريو يدعوك للتفكير وحوار محكم، عمل درامي يفكك الإطار الايديولوجي للإرهاب بشكل ممتع وسلس، مستنداً لحقائق وأحداث واقعية ويشرح وبمنتهي الوضوح ازمة جيل السبعينات والثمانينات وصولاً للحاضر وشكل التدليس الممنهج الذي تم ممارسته علي العقول ويفضح حقيقة فكر الجماعات التكفيرية والاهم من هذا القاءه الضوء علي التحالف الغير منطقي لقوي الشر الدينية والليبرالية بهدف تحقيق المصلحة الشخصية لهما، حتي لو كانت هذه المصلحة علي حساب الوطن نفسه.

( هجمة مرتدة ) العمل الأهم في وجهه نظري المتواضعة حيث يرصد خيوط اللعبة منذ البداية، أسباب دمار ٢٠١١ التي بدأت وجُهِزت من ٢٠٠٧ من خلال اخطر منطقتين شرق اوروبا والعراق، والعديد من الدول التي كانت ومازالت نقاط خطرة ومتصلة اتصالاً مباشراً بالأمن القومى المصري، ويعرض دوائر نشطت فيها الاستخبارات المصرية واثبتت جدارتها بجسارة، المسلسل عبارة عن ملف جديد أفرجت عنه المخابرات المصرية لمعارك خاضتها ضد رعاة الإجرام والإرهاب في العالم، بالاضافة لنقل رسائل للمجتمع الدولي إن مصر وأجهزتها الأمنية لم ولن تفقد دورها المحوري علي الساحة الاستخباراتية الدولية .

الموسم الدرامي الرمضاني ولأول مرة جمع ثلاثى درامي من العيار الثقيل يضم جهود مجتمع الاستخبارات المصرية داخليا وخارجيا وتعاملها مع أكبر التحولات الأمنية عنفاً في المنطقة مع تفكيك وتفنيد ناعم وسلس لأيديولوجيا التطرف، الأعمال الثلاثة تعد بنية تحتية مصرية جديدة لقوة ناعمة سوف تفرض نفسها من جديد في المنطقة، بعد ان أسست فعلياً للنموذج الدرامي المطلوب للدولة المصرية، فتحية لشجاعة القرار بالإقدام على عرض الحقائق على الشعب المصري بقالب درامي واقعي، ولا عزاء لنحيب وعواء أمراء الحرب وخفافيش الظلام، والمجد كل المجد لكل بطل دافع عن أرض وعرض وطنه وكان من نصيبه الشهادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى