شريف نصار يكتب …دمشق يا روح العروبة

شريف نصار يكتب …دمشق يا روح العروبة
الأمة العربية بدون دمشق كالجسد بلا روح، روح الأمة دمشق الحب والغرام في دمشق نسيم الهواء المُعطر في دمشق، فالجبال هناك تتعانق مع الغابات و نهر العاصي يسيح في أرجاء الشام مبتسم لأنه يمر من دمشق، فإذا كانت القاهرة هي القلب النابض للأمة العربية إذا دمشق هي التي تضخ القلب بالدماء حتي تعيش القاهرة ومن ثم تعيش الأمة العربية كلها بسعادة و أمان. هل تعلموا أيها السادة إنني ألوم على الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر قي أمرين أولهما أن عاصمة الجمهورية العربية المتحدة كانت القاهرة وليست دمشق و الأمر الثاني بعد نكبة الانفصال لم يقاتل عبد الناصر الذين تآمروا على الوحدة العربية الأولى في التاريخ الحديث فلو كنت محله لقاتلتهم مثلما قاتل ابو بكر الصديق رضي الله عنه المرتدين من العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها إرادة الله ولا اعتراض على أمر الله تعالى. العديد من أبناء جيلي لا يعرفون تاريخ بناء دمشق ولا من الذين قاموا بتأسيسها، من قام ببناء مدينة دمشق هم العرب العموريين منذ حوالي خمسة آلاف عام أو أكثر وهي تعني دار المسك لأن كلما مر من عندها أحد اشتم رائحة العطور والزهور و يقول الدكتور علي القيم و الدكتور أحمد داوود أن العرب العموريين قاموا ببناء كل مدن الشام مثل دمشق وحلب وبيروت والقدس و اوغاريت وغيرها الكثير وان اسم دمشق أو (دار المسك) اكتشف في نصوص مملكة ماري العربية العمورية بحدود ال ٢٤٠٠ قبل الميلاد كما ذكرت في نصوص أثرية مصرية. مرت دمشق بمحطات تاريخية كبيرة اهمها احتلالها من الرومان وجعلوها ولاية رومانية عام ٦٤ قبل الميلاد ثم إسترداد العرب العدنانيين لها من أيدى الروم البيزنطيين وكانت بالطبع قوية في زمن العرب العموريين ووصلت إلى ذروة مجدها في عصر أبناء عمومتهم من العرب العدنانيين و خاصة لأنها استمرت حوالي ٩٠ عاماً عاصمة للإمبراطورية العربية في عهد بنو أمية وكانوا يهتمون بها وبالطبع كانوا يهتمون بكل الأمة العربية. دمشق هي الحصن المنيع الأول للأمة العربية ثم تأتي القاهرة فإذا سقطت دمشق تسقط القاهرة بعدها مباشرة أو بمعنى أدق تُكتمل خطة إسقاط الأمة العربية بإسقاط القاهرة فلو رجعنا للوراء لاحظنا ان كل الجيوش العربية المحررة والمستردة للأراضي العربية في شمال أفريقيا أثناء الفتح العربي الإسلامي كان قوامه من الشام و مصر وصلاح الدين القائد العربي الفذ كان قوام جيشه لتحرير القدس معظمهم من الشام و مصر وسيف الدين قطز كان عليه لصد التتار بعد إسقاطهم لدمشق ان يكون جيش عربي من الشام و مصر وفي حرب أكتوبر المجيدة كان الجيش العربي السوري والجيش العربي المصري يحاربان معاً لتلقين العدو درس لا يُنسى فمن أراد قوة العرب فقوة العرب في دمشق والقاهرة.
حفظ الله الشام وحفظ الله مصر وحفظ الله كل الأمة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى