صاحب المقام ؛ عودة إلي الله أم دعوة للدروشه؟ بقلم : محمد العليمي

صاحب المقام ؛ عودة إلي الله أم دعوة للدروشه؟

بقلم : محمد العليمي

كعادته دائماً في كل ما يقدمه يصر ابراهيم عيسي علي تقديم حالة من الجدل وطرح كل ما هو متناقض ، مرة بدعوي الحداثة وتارة أخري بدعوي التدين ، يعود إلينا في ثوبه الجديد ليدغدغ مشاعر البسطاء ويحاول ان يقدم نفسه بوجة جديد فبعد ان كانت تهاجم افلامه السابقة لوضوحها الشديد في إظهار شخصية إبراهيم عيسي الا اننا نجد في هذا الفيلم محاولة لعدم إظهار تلك الشخصية تماما ، بل علي العكس فقد أرتدي ثوباً جديداً ليصل لمشاعر السواد الأعظم من البسطاء من خلال منبراً جديداً لكي ينقل من خلاله ما أراد ان ينفثه من أفكار لا أساس لها في ديننا أفكار وعادات دخيلة علي الإسلام والمسلمين تتنوع نشأتها بين أصحاب الطرق الصوفية وأصحاب المذهب الشيعي وميراثاً من الدولة الفاطمية دولة كل ماهو بدعه ودخيل علي الاسلام .

ولنعلم حجم ما نقف أمانة فحسب تقرير سابق لوزارة الأوقاف المصرية إن حصيلة صناديق النذور في المساجد المسجلة لديها تناهز العشرة ملايين جنيه مصري سنوياً، والرقم يرتفع كثيرا في إحصاءات غير رسمية نظرا لوجود مئات إن لم يكن آلاف الأضرحة غير المسجلة في كل مدينة مصرية تقريبا.

أموال كثير من البسطاء المتعلقين بالصوفية غالبا ما ينتهي بها الحال إلى جيوب القائمين على الأضرحة التي يشكك مؤرخون وأدباء مصريون في تاريخها وطريقة نشأتها، بل إن مسئولا كبيرا في وزارة الأوقاف، رفض كشف النقاب عن هويته، أكد أن نحو خمسين في المئة من الأضرحة في مصر زائفة.

مع كل هذا الجدل يأتي إبراهيم عيسي ليعلمنا انه حينما يشتد الكرب عليك ان تكتب خطاب و تلقيه ف ضريح اي متوفي من الصالحين ، وتحضر منشداً يغني لك وترقص مع الناس على ايقاع طبلة، وتقول ان هذه جلسة ذكر، وتذهب للضريح وتتحدث مع صاحبه ، هذا المتوفي من لايملك لنفسه نفعاً ولا ضرراً !! كل هذا فقد لتظهر لك احد ابطال العمل وتقول ان “ربنا هداك “.
لكن ان تصلي ركعتين قضاء حاجة او تستمع إلي كتاب الله او تردد الاذكار او انك تصلي ف بيتك او في المسجد او تقول يارب ، كل هذه الاعمال لم تخطر علي بال المؤلف الذي جعل بطل فيلمه واقف امام الضريح لينادي صاحب المقام ولم يصلي لرب البيت وياله من تناقض غريب.

وكما قدم لنا عيسي طرح جديد للتواصل مع الله قدم الينا بيومي فؤاد جديد بيومي فؤاد مزدوج ، تعجبت لماذا يقوم بالدورين في البدايه ولم اجد تفسير غير انه طرح سطحي لفكرة الملكين علي كتف البطل فهذا شيطان سيئ يرفض فكرة الأضرحة وهذا ملاك يؤيدها بل ويعيد بنائها مرة اخري في نهاية الفيلم.

الفيلم ماكان الا منبرا لابراهيم عيسي لكي ينقل من خلاله دعوة جديدة لإرضاء صاحب المقام وكل صاحب ضريح بالرغم من ان الوحيد الذي يجب مناجاته هو الله عز وجل عبر تعاليم دياناته المُنزله علي رسله وليس اولياء الله الصالحين ان صح المسمي أساساً علي اغلبهم.
هل هذه دعوة جديدة لترك العمل والعبادة وإعمال العقل والتوجه للتواكل علي أصحاب الأضرحة؟!
فيلم صاحب المقام….يربط عطايا الله و هباته للناس بإنسان في ضريح ليحيل المرء من حول الله و قوته الى حول المقامات و الاولياء و القبور في تحديث جديد نزل للإسلام علي “شاهد” لتنضم للأخت الكبري “نتفليكس” الرائدة في تقديم كل ماهو دخيل علي مجتمعنا بدعوي التحرر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى